الانتقال إلى المحتوى

ويستمرّ البحث – قراءة لمدة 13 دقيقة

Living to Serve

الشغف لتقديم المعونة وخدمة الآخرين والتكنولوجيا مفتوحة المصدر يساعدان هذا المحارب القديم على بناء عالم أكثر شمولاً.

لقد شارك مات في جولتي خدمة في العراق حيث كانت وظيفته طيار طائرة أباتشي. ومن خلال العمل عن كثب مع الفرق الهندسية المسؤولة عن صيانة هذه الطائرات المعقدة وتهيئتها، شاهد مات بشكل مباشر الأشياء المذهلة التي يمكن للمهندسين القيام بها، وهو ما ألهمه ليصبح مهندسًا عندما عاد إلى الوطن.

بالنسبة لمات لانديس، فإن ماهية المحارب هي أكثر من مجرد "شخص كان في الماضي جنديًا." ومن خلال عمله الآن من أجل منح ابنه المصاب بالتوّحد وغيره فرصة العيش بشكل أكثر استقلالية، يثبت مات بأن المحارب القديم هو الإنسان الذي لا يتوقف عن تقديم المعونة والمساعدة للآخرين.

مثل معظم المحاربين القدامى، لا يعتبر طيار الأباتشي السابق نفسه بطلًا. بعد عودته من جولتي خدمة في العراق، عانى مات من اضطراب ما بعد الصدمة وإصابة شديدة في الدماغ وشعور بعدم الارتياح لأنه لم يعد جزءًا من مهمة أكبر حجمًا. فلم يعد لديه هدف.

عندما سمع مات عن حدث يوم السبت الذي تنظمه مجموعة The Mission Continues المؤلفة من الجنود القدامى المتطوعين، لم يتردد في المشاركة. يقول مات: "لقد اشتقت إلى صحبة الجنود. بعد أن تركت الخدمة، لم أتعرف على أي شخص كان في الجيش أو من قدامى المحاربين، ولقد جعلني هذا أشعربنوع من العزلة."

شارك مات في الحدث على أمل أن يُخرجه من العزلة، إلا أن مشاركته قد حققت له رغبة أعمق من خلال خدمة الآخرين. وبين عشية وضحاها، اتضحت له ماهية المحارب ووجد بأنها تتمثل في خدمة الآخرين. وهكذا أدرك مات مهمته الجديدة في الحياة - مهمة تبدأ من البيت.

"عند انتهاء الخدمة، يجردونك من شارتك ويضعون شارة محارب قديم على صدرك، ولكن لا أحد يخبرك ما معنى هذه الشارة الجديدة. "
مات لانديس

لقد جدد العمل مع المحاربين القدامى المتطوعين لدى مات التزامه بالخدمة. إلا أن هذا العمل جعل عائلته وأصدقاءه ومشرفه الماهر يكتشفون حدود قدراته.

لقد وقع مات وتيف في الحب في الرابع من تموز (يوليو) قبل حوالي 20 عامًا. وبعد إنجابهما لثلاثة أطفال وإنهاء مات لجولتي خدمة، تطورت علاقتهما الزوجية بشكل كبير وأصبحا مقربَين جدًا، إذ أنهما لا يعملان معًا فقط لدعم أسرتهما، بل أيضًا من أجل المساهمة في مجتمعهما الأكبر في بيتسبرغ.

ويقول مات: "يعاني أطفالي الثلاثة من إعاقات، وعلى الرغم من إدراكي بأن هذا جزء صغير فقط من شخصيتهم، إلّا أنه في نهاية المطاف يلعب دورًا أكبر من حجمه في حياتهم." لقد واجهت عائلة لانديس خلال تربيتها لثلاثة أطفال مصابين بدرجات مختلفة من التوّحد تحديات الإعاقة في عالم مبني ليلائم الأصحّاء وتغلبت على هذه التحديات. ولكن لأن تريستان لانديس، البالغ من العمر 15 عامًا، غير قادر على الكلام ويكافح من أجل أداء المهام بشكل مستقل، فقد كان عليهم التكيف.

وأوضحت تيف، زوجة مات: "لا شك أنّنا واجهنا الكثير من الصعوبات والتحدّيات، ولكن العائلة تأتي دائمًا أوّلاً"، مشيرةً إلى أنّ كل تحٍد واجهوه قد ساهم في تعزيز الرابط الأسري وحس المثابرة كنموذج يحتذى به لدى الأولاد. وأكّدت أيضًا على أنّ التكيّف يشكّل أحد أهم القيم التي يرتكز إليها أفراد عائلة لانديس لمساندة بعضهم البعض وتخطّي الصعاب معًا.

عند مغادرة المنزل، يحرص مات على الإمساك بيد ابنه تريستان وتجنّب أصوات الضجيج المرتفعة والأماكن المزدحمة. ومن خلال مراقبة سلوكيات ابنه مثل حركة يديه أو طريقة تنفّسه، يستطيع مات معرفة مدى شعور ابنه بالضيق والانزعاج وبالتالي مساعدته على التأقلم والاسترخاء. كما يساعده على تنظيف أسنانه وارتداء ملابسه وتناول الطعام.

ولكن لا يستطيع إجراء محادثة معه.

لم يكن مات ينوي الانتظار حتى يطوّر شخص آخر تكنولوجيا لمساعدة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة على عيش حياة أكثر استقلالية، وقد كان عليه لعب دور في ذلك.

ولقد شاهدت عائلة لانديس من خلال صداقتها مع جيس بوركمان كيف تتغلب على تحديات الإعاقة، ولقد ألهم هذا مات لإيجاد المزيد من الطرق للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة للمساهمة إلى أقصى حد ممكن.

مختبرات أبحاث الهندسة البشرية (HERL) في يبتسبرغ هي المركز الرائد على مستوى البلاد في مجال تطويرالتكنولوجيا المساعدة. وسرعان ما اندمج مات مع الموظّفين من المهندسين والمتدربين والطلاب والباحثين بقيادة الدكتور كوبر، خاصةً أن معظمهم من ذوي الاحتياجات الخاصة أو لديهم خلفية عسكرية. وبذلك أصبحت مختبرات HERL بمثابة المنزل الثاني لمات الذي صب كل اهتمامه على المساعدة في توفير نوع خاص من الخدمات، وهو تطوير تكنولوجيا مساعِدة للأفراد من ذوي الاحتياجات المختلفة.

عندما يبدأ مات والفريق بالعمل على تطوير جهاز معيّن، يحرصون على التفكير في كل أنواع العوائق الممكن أن يواجهها شخص ذو احتياجات خاصة، ويسعون بعدها إلى إيجاد حل لكل منها. مثلاً، يجب أن تكون الكراسي المتحرّكة قادرة على الصعود إلى الرصيف بدون التسبّب في سقوط الراكب عنها. ويجب أن تكون الذراع الآلية سهلة الاستخدام ويمكن التحكّم بها باستخدام طرف الإصبع فقط ليتمكّن الفرد من أداء مهام بسيطة مثل فتح الباب أو الضغط على مفتاح الضوء. ويجب توفير ذراع آلية قادرة على نقل الشخص من الكرسي المتحرّك في ظروف مختلفة، ما يقلّل الحاجة إلى طلب مساعدة من مقدّمي الرعاية ويمنح الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة مزيدًا من الاستقلالية.

بالنسبة لمات لانديس، فإن ماهية المحارب هي أكثر من مجرد "شخص كان في الماضي جنديًا." ومن خلال عمله الآن من أجل منح ابنه المصاب بالتوّحد وغيره فرصة العيش بشكل أكثر استقلالية، يثبت مات بأن المحارب القديم هو الإنسان الذي لا يتوقف عن تقديم المعونة والمساعدة للآخرين.

يشرح مات الأمر قائلاً: "لطالما واجهتُ صعوبةً في التعامل مع هذا الأمر واحتجت إلى بعض الوقت لمعرفة كيفية الرد على عبارات مثل "شكرًا على خدمتك" وغيرها من العبارات اللطيفة". ومع انتقاله إلى مدينة بيتسبرغ، استنتج مات أن الطريقة المناسبة للرد على الآخرين هي بدعوتهم للانضمام إليه.

كان يجيبهم بالقول: "انضموا إليّ وشاركوني في خدمة الوطن. إذا كنتم مهتمّين بتقديم الخدمات للآخرين أو التعبير عن شكركم لنا، يمكنكم الانضمام إلينا لأنّنا بحاجة ماسة إليكم. نحن بحاجة إلى أشخاص مستعدّين للنضال إلى جانبنا ومساعدتنا على إحداث التغيير المرجو في مجتمعنا الذي نريد أن نكون جزءًا منه".

"وهذا ما يختار الكثيرون فعله بالنهاية"

قصص ذات صلة

استخدام هاتفك الذكي في إنقاذ حياتك في حالة الطوارئ

استخدام هاتفك الذكي في إنقاذ حياتك في حالة الطوارئ

ست نساء يستخدمن التكنولوجيا لمعالجة مياه الشرب غير النظيفة

ست نساء يستخدمن التكنولوجيا لمعالجة مياه الشرب غير النظيفة

أب يستعين بـ YouTube لصنع عين اصطناعية أفضل لابنته

أب يستعين بـ YouTube لصنع عين اصطناعية أفضل لابنته

خمس سيدات في جمهورية الكونغو الديمقراطية يستخدمن "بحث Google" لإتاحة فرص لحياة أفضل.

خمس سيدات في جمهورية الكونغو الديمقراطية يستخدمن "بحث Google" لإتاحة فرص لحياة أفضل.

استخدام هاتفك الذكي في إنقاذ حياتك في حالة الطوارئ

استخدام هاتفك الذكي في إنقاذ حياتك في حالة الطوارئ

ست نساء يستخدمن التكنولوجيا لمعالجة مياه الشرب غير النظيفة

ست نساء يستخدمن التكنولوجيا لمعالجة مياه الشرب غير النظيفة

أب يستعين بـ YouTube لصنع عين اصطناعية أفضل لابنته

أب يستعين بـ YouTube لصنع عين اصطناعية أفضل لابنته

خمس سيدات في جمهورية الكونغو الديمقراطية يستخدمن "بحث Google" لإتاحة فرص لحياة أفضل.

خمس سيدات في جمهورية الكونغو الديمقراطية يستخدمن "بحث Google" لإتاحة فرص لحياة أفضل.

استخدام هاتفك الذكي في إنقاذ حياتك في حالة الطوارئ

استخدام هاتفك الذكي في إنقاذ حياتك في حالة الطوارئ

ست نساء يستخدمن التكنولوجيا لمعالجة مياه الشرب غير النظيفة

ست نساء يستخدمن التكنولوجيا لمعالجة مياه الشرب غير النظيفة

أب يستعين بـ YouTube لصنع عين اصطناعية أفضل لابنته

أب يستعين بـ YouTube لصنع عين اصطناعية أفضل لابنته

خمس سيدات في جمهورية الكونغو الديمقراطية يستخدمن "بحث Google" لإتاحة فرص لحياة أفضل.

خمس سيدات في جمهورية الكونغو الديمقراطية يستخدمن "بحث Google" لإتاحة فرص لحياة أفضل.

الرجوع إلى الأعلى